المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
لم تستطع القيادة العسكرية الإسرائيلية نفي البيان المُقتضب الذي بثّه الإعلام الحربي التابع لحزب الله حول إسقاط خلية تابعة للحزب طائرة مسيّرة إسرائيلية اليوم، التي كانت قد اخترقت الأجواء اللبنانية، وتم إسقاطها في خراج بلدة بليدا الجنوبيّة.
ان دخول الطائرات المُسيّرة ميدان الحُروب، سواء كانت تجسسية أو قتالية، هو التطور الأحدث والأكثر خطورة في الحروب الحديثة، ولهذا فإنّ كيفية التعاطي معها، ومواجهتها، وإسقاطها بالتّالي، باتَ المعيار الأهم، ولذلك فإن السؤال ربما الذي يقلق الخبراء العسكريين الإسرائيليين هو كيفية إسقاط دِفاعات “حزب الله” لهذه الطّائرة، وثلاث مُسيّرات أُخرى قبلها، فوق الضّاحية الجنوبيّة، ومسيرة واحدة فوق بلدة “عيتا الشعب” قبل اشهر عدة.
أنّ إسقاط هذه الطائرات قد يراه العدو إنجازاً عسكرياً للحزب، لكن في نفس الوق لا يمنحهم الحصول على معلومات، وماذا صورت من أهداف أمنية، لأننا لسنا أمام طائرات مراقبة متطورة تتحتوي على تكنولوجيا عالية. مع العلم أن هذه الطائرات المسيرة يتم تشغيلها من قبل الجيش الإسرائيلي لتنفيذ سلسلة أهداف عسكرية متنوعة.
ولأن الطائرة المسيرة ليست تكنولوجيا أمينة، لأنها عرضة للسقوط في اي وقت، يلجأ الجيش الإسرائيلي لاستخدام العشرات منها على مدار الساعة لمحاولة الحصول على معلومات وتصويرها انها ذات طبيعة أمنية وعسكرية.
وكان الجيش الإسرائيلي مستمراً في تأهب قواته ومواصلة الدفع بتعزيزات عسكرية إلى مواقع مختلفة قرب الحدود تحسباً لرد محتمل من حزب الله، هذا بعد اعلان جهات دولية، ان وجهة اسرائيل التهدئة، وأنها غير معنية بتصعيد الموقف على الجبهة الشمالية، مؤكدة أن جيشها مستعد لكافة السيناريوهات.
فهل سيكون هنالك رد على اسقاط الطائرة المسيرة؟ في حرب تموز عام 2006 بين لبنان وإسرائيل، والتي بدأت بذريعة قيام “حزب الله” بأسر جنود إسرائيليين عند الحدود الشمالية، لكن كل المعطيات والتحليلات أكدت أن إسرائيل كانت تتحضر للحرب منذ سنوات وكانت بحاجة لذريعة منطقية لبدء العدوان.
كما تناقل الإعلام الإسرائيلي خبراً عن اجتماعات أمنية وعسكرية تكاثرت في الآونة الأخيرة، واجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يجتمع عادة لمناقشة أمور “حساسة” و”مصيرية”.
لا شك أن هذه الاجتماعات تذكرنا باجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إبان حرب تموز 2006، والذي انتهى ببدء ساعة الصفر للعدوان على لبنان.