كان لافتا النفي الشديد الذي اتى من عدة اطراف، لأن يكون هناك نية لأي جهة بإسقاط الحكومة الحالية وتأليف أخرى جديدة، غير أن الوقائع التي تظهر في الكواليس في الساعات الماضية توحي بأن شيئا ما كان يحضر وفشل في اللحظة الأخيرة.
هذا المسار أوقفه “حزب الله” بردة فعل كبرى تجاه من “يمون” عليهم من حلفائه ورفض اي حركة سياسية تؤدي الى إسقاط الحكومة.
تفصل المصادر بين المسارين، ففي حين تعتبر المسار الثاني مسار انقلاب حقيقي، وكامل الأوصاف، تعتبر ان المسار الاول الذي كاد حلفاء الحزب يسيرون به هو مجرد حسابات سياسية كان سيؤدي الى النتيجة ذاتها للمسار الثاني.
وتعتبر المصادر ان ما يدور اعلامياً حول الوضع داخل الجيش اللبناني يعطي إشارات، بعيداً عن صحتها، ان المؤسسة العسكرية لن تكون قادرة لفترة طويلة على حفظ الأمن في البلد، اذ أن هناك ايحاءات بعد التوقف عن شراء اللحم لوجبات العسكريين، بأن المواد النفطية قاب قوسين او ادنى من النفاذ.
وترى المصادر ان هذه الاشارات، التي ليس بالضرورة ان يكون مصدرها قيادة الجيش حصراً، بل توجهات اعلامية معينة، تزيد من التهويل على “حزب الله” في مسألة الأمن وتوحي بضرورة التنازل والتخلي عن الحكومة، وذلك يأتي في مسار تغطية اسقاط الحكومة وتأليف اخرى حتى لو لم يرض عنها الحزب.
وتقول المصادر ان الهدف هو تشكيل حكومة إنتقالية لا يتمثل فيها “حزب الله” لا مباشرة ولا غير مباشرةً تكون مهمتها اقرار قانون إنتخابي جديد واجراء إنتخابات نيابية مبكرة.
وتؤكد المصادر ان هذه المحاولات سقطت، أقله في هذه المرحلة، مع اصرار “حزب الله” من جهة على بقاء الحكومة الحالية وعدم سقوطها، ومع إفشال جزء من المساعي لإستقالات من داخلها، في المقابل بدأ الحديث الجدي، وللمرة الأولى عن تعديلات وزارية قد تطال وزراء، بعضهم ممن كان يحضر نفسه للإستقالة.