شجع موسم الصيف الناجح سياحيا متعهدي الحفلات الفنية على تكثيف عدد الحفلات الفنية في سهرة رأس السنة بعدد من النجوم اللبنانيين والعرب بحيث يكاد لا يخلو مطعم او ملهى او فندق من هذه الحفلات لا سيما ان عدد الذين وفدوا الى لبنان من لبنانيين مغتربين وسياح عرب واجانب قارب ال ٦٠٠ الف وافد جاؤوا خصيصا لتمضية سهرة رأس السنة في لبنان بعد ان عد لبنان سياحيا الارخص بين دول العالم وذلك بسبب ضعف القوة الشرائية حيث فقدت الليرة ٩٠ في المئة من قيمتها واصبح الدولار يحسب له الف حساب في الداخل .
ومما زاد في الاقبال السياحي في موسم الاعياد ان سياحة التزلج انطلقت ايضا بعد ان رمى الثلج بياضه على جبال لبنان واعلنت مراكز التزلج استعدادها لاستقبال روادها التي يقصدونها من الدول المجاورة اضافة الى نجاح الحملة التسويقية لوزارة السياحة «عيدها بالشتوية «في جذب المغتربين اللبنانيين الذين يتحمسون لاي طلب او نداء من ارض الاباء والاجداد وهذا ما ادى الى ارتفاع نسبة الحجوزات في الفنادق وهي ستكون ١٠٠ في المئة في بيروت وحوالى ٨٠ في المئة في مختلف المناطق لان هذه الفنادق تؤمن مختلف الخدمات التي يريدها السائح او اللبناني المغترب.
بالنسبة لسهرة راس السنة يقول متعهد الحفلات الفنية علي الاتات انها « مفولة « لعدد المقاعد ال 1500 مقعد والاسعار بين 150 و500 دولار اميركي والحجوزات هي للبنانيين مغتربين ومقيمين اضافة الى عدد من العراقيين والمصريين والتونسيين والسوريين والكل دفع بالدولار.
واعتبر الاتات ان حفلته هي الاقوى في ليلة راس السنة التي تضم هيفاء وهبي وسعد المجرد ونادر الاتات مؤكدا انه لم يتوقف يوما عن اقامة الحفلات حتى في موسم الكورونا لاننا نحب هذا البلد ولا يمكن ان نتركه في الظروف الصعبة التي يمر بها مطالبا الفنانين اللبنانيين بالعودة الى بلدهم لانه بحاجة لهم ولو باجر اقل خصوصا ان السعودية دفعت الاجر مضاعفا لهم بينما فضل اخي نادر البقاء الى جانب والدته والغناء في لبنان وتقاضت هيفاء وهبي وسعد المجرد اكثر من 100 الف دولار لكل واحد منهما.
بالنسبة للسهرة رأس السنة يقول احد المتعهدين ان هذه السنة تميزت بعودة الفنانيين اللبنانيين والعرب الى لبنان ومنهم هيفاء وهبي وفارس كرم وملحم زين وهاني شاكر وكاظم الساهر وسعد المجرد وغيرهم كما تميزت بزيادة عدد اللبنانيين المغتربين والسياح العرب خصوصا العراقيين والاردنيين والمصريين اضافة الى بعض القطريين والكويتيين الذين يفضلون سهرة رأس السنة في لبنان على ان يقضوها في اي بلد اخر ويتوقع ان يرتفع عدد الوافدين الى اكثر من مليون ونصف مليون سائح .
ويؤكد هذا المتعهد ان اغلبية الحجوزات هي للبنانيين المغتربين والسياح العرب وقلة من اللبنانيين الذين يريدون تمضية سهرة فنية بدلا من البقاء في المنازل، يريدون الفرح ولو لساعات لان مسلسل الماسي والمصاعب مستمر في العام الجديد حسب رأيهم بسبب المناكفات السياسية والتأزم الاقتصادي والصعود المدوي للدولار دون اي رادع. والاسعار تتفاوت بين ال ٥٠ دولارا للشخص الواحد وال ٥٠٠ دولار في الحفلات الفنية الكبرى وهي اسعار تنافسية يمكن لاي ساهر ان يدفع حسب ميزانيته لكن هذه الاسعار تساعد اي شخص على تمضية ليلة ليست مثل بقية الليالي. لكن هذا لا يمنع اي متعهد من ان يجذب الساهرين الى حفلته التي يعمد احيانا الى استقدام اكثر من فنان للسهرة او يعد بمفاجات فيها.
وينهي المتعهد حديثه بالقول ان هذه الليلة مفترض ان تكون مميزة لان بقية الايام ستكون صاخبة معيشيا واقتصاديا وبالتالي لنفرح ولو لليلة واحدة فهل استكثر البعض علينا هذه السهرة في السنة .
ويقول احد الخبراء الاقتصاديين ان سهرة رأس السنة تجذب اولا سياحا يدخلون الدولار الى لبنان الذي يعاني من نقص كبير من هذه العملة وثانيا تحرك مختلف القطاعات الاقتصادية وليست السياحية فقط لان القطاع التجاري يستفيد وكذلك القطاع الصناعي والزراعي والخدماتي وثالثا يعيد الثقة الى البلد الذي عانى من الانهيار المالي.
المصدر : الديار