لا شيء في لبنان يبقى وراء الجدران أو داخل الجدران. هذه حال حلقة مقفلة التقى فيها رجال سياسة ورجال دين ورجال أعمال موارنة في أحد البيوتات الكسروانية، العنوان “أزمة طائفة أم أزمة جمهورية”؟ الحديث تشعب على الطريقة اللبنانية الى مسائل أخرى.
الفصل الأخير من النقاش الذي استغرق نحو 4 ساعات تمحور حول هذا السؤال : هل من مصلحة الطائفة أن يبقى رئيس الجمهورية مارونياً؟
هذه عيّنة من النقاط التي أثيرت، وبقيت عالقة على بعض كؤوس النبيذ، وكانت ضرورية لاضفاء لمسة رومانسية على الجلسة التي رافقت هطول المطر…
•”هل يتجرأ سليمان فرنجية ويخوض المغامرة الرئاسية، خلافاً للرأي الأميركي والسعودي، ليحترق مثلما احترق ميشال عون الذي اذ قاد البلاد الى جهنم، قد يقودها نائب زغرتا الى ما بعد ما بعد جهنم”؟
•”لا شك أن شخصية رئيس “تيار المردة” مختلفة، بشكل أو بآخر عن شخصية الجنرال، الذي ربما كان يتصور أنه وصل الى القصر على برج دبابة، أو على حصان نابليون بونابرت، لا نتيجة سلسلة من التسويات التي حولته الى رهين المحبسين. الصلاحيات الرئاسية الملتبسة ومناورات الطبقة السياسية”.
“فرنجية سليل عائلة سياسية عاشت الحلو والمرّ. هذا لا يعني تخليه كزغرتاوي، عن “الرأس الحامي”، بكسر المحرّمات وزيارة دمشق للقاء صديقه بشار الأسد”.
•”لا، لا، فرنجية أكثر وعياً من أن يفعل ذلك، لادراكه طبيعة التداعيات القاتلة لخطوة من هذا القبيل. وهو اذ يحظى بدعم حزب الله الذي يضع جبران باسيل أمام الخيارالصعب، فان رهانه التكتيكي على ما يمكن أن يقوم به الرئيس نبيه بري، الذي لا يستبعد تواصله في هذا الشأن مع البطريرك الراعي”.
.”رئيس المجلس النيابي قد ينطلق من بديهيتين: زيارة السفيرة دوروثي شيا لفرنجية في بنشعي، ثم العلاقات التاريخية التي تربط آل فرنجية بالبلاط السعودي. ومع اعتبار أن بكركي تتوجس كثيراً مما يمكن أن يفضي اليه، في الظروف الداخلية والخارجية المتلاطمة، الفراغ في الموقع الماروني الأول”.
•”قد تكون العقوبات على الوزير السابق يوسف فنيانوس مؤشراً على النظرة الرمادية الى فرنجية. لكنها البراغماتية الأميركية التي تجعل السفيرة شيا ترد بضبابية على تساؤلاتنا حول رأي الادارة في الانتخابات الرئاسية. حتى أن الفرنسيين يتحدثون عن تباين الآراء داخل الادارة حول المسألة” .
•”لنعترف أن الطائفة في مأزق. هذا لم يبدأ مع ميشال عون، وصراعه الدموي مع سمير جعجع، ولا مع اتفاق مار مخايل مع حزب الله، وانما منذ أن وضعت أمامنا وثيقة الطائف للتوقيع عليها بأصابعنا العشرة، تماماً مثلما وقع الضباط الألمان على صك الاستسلام في نهاية الحرب العالمية الثانية. ولقد تصرفنا كمهزومين، ولا نزال نتصرف هكذا، دون أن يكون لدينا الآن رجالات بحجم كميل شمعون أو ريمون ادة أو فؤاد شهاب” .
•”أتصور أحياناً، كما لو أن أميركا تعمل لحساب حزب الله. لماذا تتعاون مع ايران في العراق ولا تفعل ذلك في لبنان. نعلم أن هنا “اسرائيل”. هي رفضت تزويد طهران لوزارة الطاقة بـ600 ألف طن من الفيول لتشغيل معامل الكهرباء، ودون أن يرد أحد على استيضاحنا حول خلفية العودة عن الوعد بتمويل البنك الدولي لعملية ايصال الغاز المصري الى لبنان اثر توافد بواخر المازوت الايراني”.
•”اذا عدنا الى المثال العراقي، فالحلول غالباً ما تأتي حين تصل المواجهة بين واشنطن وطهران الى حدود الانفجار. ادارة جو بايدن كانت تتصرف عشية الانتخابات النصفية بمنتهى العصبية، لكأننا أمام دونالد ترامب في اللعب على حافة الهاوية. الآن، وبعد انحسار “الموجة الحمراء”، قد لا تتردد واشنطن في مفاجأتنا باختراق ديبلوماسي نحو تسوية رئاسية”.
•رأي أخير وصارخ: “تخلي الطائفة عن رئاسة الجمهورية في لبنان، لا يختلف عن الدعوة الى التخلي عن البطريركية المارونية في لبنان”.
المصدر : الديار