كتب جان الفغالي في” نداء الوطن”: لم يُعطِ اتفاق 11 تشرين للبنان أكثر مما كان اعطاه 17 أيار، ومع ذلك هناك مَن خوَّن الرئيس أمين الجميل، والرئيس شفيق الوزان والرئيس كامل الاسعد، وللتاريخ، لو أنّ اتفاق 17 ايار حظي بتغطية اميركية كتلك التي حصل عليها اتفاق 11 تشرين، فمَن كان يجرؤ على الإعتراض عليه؟
إنتظر البلد أربعين عاماً ليصل إلى اتفاق كان يمكن توقيعه في ايار 1983. ومعبِّرة جداً كانت نصيحة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه للرئيس الجميل وتضمنت: «لا تُلغِ الإتفاق قبل أن تقبض ثمن الإلغاء». لكن الرئيس الجميل لم يأخذ بالنصيحة، فألغاه من دون أن يتقاضى أي ثمن في السياسة.ثم هناك «تفصيلٌ» صغير، إذا كان الاتفاق انتصاراً للبنان، فلماذا لم يتجرأ المعنيون به على نشره؟ ماذا كانوا يخفون؟ ومِمَّ يخجلون؟ هل كان على اللبنانيين أن ينتظروا تغريدةً من صحافي إسرائيلي تضمَّنت نص الإتفاق ليطَّلعوا عليه؟
إن الذين فاوضوا اليوم عن الجانب اللبناني ليسوا أكثر وطنية من رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات التي أدّت إلى اتفاق 17 أيار، أي السفير أنطوان فتال والرئيس انطوان بارود والسفير ابراهيم خرما والعميد عباس حمدان والناطق الرسمي الاستاذ داوود الصايغ.مَن يقرأ اتفاق 17 ايار ويقارنه باتفاق 11 تشرين يكتشف كم أنّ التضليل يطغى على الحقائق.
lebanon24