مَنْ إستمع الى تصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في القصر الجمهوري أمس بعد مشاركة “تكتل لبنان القوي” في الاستشارات النيابية، لتأكد مجددا ، وبالوجه” الشرعي” ان الرجل بعيش إنفصاما سياسيا وحالة نكران لا مثيل لها في اي مدرسة سياسية في العالم
.
إستغل باسيل منبر الرئاسة، التي “يستوطن” فيها مباشرة، او عبر”عيونه وألسنته وادواته ” الموزعة في كل ارجاء القصر، ليدلي بمحاضرة “اطرف” ما قال فيها”نحن ننتظر أولا من رئيس الحكومة التزاما من خلال حكومته بمعالجة القضايا اليومية الملحة، المتعلقة بالكهرباء والرغيف والمياه وبتسيير أمور الدولة، لأننا نعرف ان الدولة متوقفة عن العمل. هناك رواتب الموظفين التي يجب إيجاد حل سريع لها لتسيير عجلة الدولة بكل مرافقها”.
وفي إطار حملته المستجدة على الرئيس المكلف قال بالحرف” نحنا منعرف انو الرئيس ميقاتي والاصلاح منن كتير صحاب”، رغم ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية حاول تلطيف العبارة بصياغتها في البيان الرسمي على النحو الاتي” لا نرى انه مع دولة الرئيس ميقاتي هناك فرصة حقيقية للإصلاح في البلد”. ولاننا في “لبنان٢٤” نعتمد الموضوعية في مقاربة القضايا كافة، ولا نخفي معارضتنا لاداء الوزير باسيل السياسي والوطني، ولئلا يسارع المقربون منه الى الشكوى من أننا ” عم نزيدا عليه بالنقد” سنرد فقط ببعض النقاط السريعة وبصيغة المباشر.
تقول سعادة النائب باسيل”نحن ننتظر معالجة القضايا اليومية الملحة المتعلقة بالكهرباء والمياه…”.
هل هناك اوقح وأكثر فجورا منك لتقول هذا الكلام ، وانت القابض على ملف وزارة الطاقة والمياه منذ سنوات ، مباشرة او بوزراء ظل تديرهم كيفما تشاء او بواسطة “سيدة القبضة الحديدية”، وانت الذي كبدت الخزينة مليارات الدولارات على مشاريع ارهقت الخزينة؟
سيد باسيل لم يمض وقت طويل على تجربة وزير الطاقة الحالي وليد فياض الذي فضحكم بلحظة صفاء فكري بقوله “انه سحب ملف الكهرباء عن جدول اعمال مجلس الوزراء لانو “هنّي” ( اي انتم) زعلو ( زعلتو) كيف بيقول الرئيس ميقاتي عالتلفزيون شال سلعاتا من الملف”.
هل تعتقد سيد باسيل ، أن ذاكرة اللبنانيين مثقوبة كالسدود الفاشلة التي كبدّت الخزينة ملايين الدولارات عليها، لتتحول كل صيف الى “جورة او مقلع”، فيما الناس تئن من نقص المياه؟
سيد باسيل” إلك عين” تحكي عن”رواتب الموظفين” وانت الذي عرقلت اتفاقا بين رئيسي الجمهورية والحكومة لدفع المساعدة الاجتماعية للقطاع العام “بزيارة خاطفة” قمت بها بعد نصف ساعة من اتفاق الرئيسين ايام “الاعتكاف الوزاري”؟
سيد باسيل” ميقاتي والاصلاح منن كتير صحاب”؟ بالتأكيد ليسوا كذلك ، هذا اذا طبقنا مفهومك للاصلاح.
الاصلاح بنظرك هو إنهاك رئاسة الجمهورية حتى الانهاء سريعا، لدرجة ان غالبية اللبنانيين باتوا يعدون الايام التي سينتهي فيها العهد، الذي توسّم فيه الجميع خيرا ذات يوم.
الاصلاح بنظرك ان يصبح أقرب الناس الى سيد العهد، بعيدين عنه بسببك.
الاصلاح بنظرك ان يكون العهد على عداوة او تباعد مع الغالبية العظمى من القيادات والمرجعيات.
الاصلاح بمفهومك ان يكون رئيس الحكومة ألعوبة بيدك تسعى الى استمالته بالحسنى والترغيب على قاعدة” مرقلي تا مرقلك” ، والا يصبح “متعصب وما بيسوا”.
ليتك سيد باسيل صمتت ووفرت على نفسك كما هائلا من الشتائم التي انهالت عليك فور سماع مَنْ كان عنده كهرباء من اللبنانيين، “محاضرتك في العفة والتعفف”.
سينتهي عهد فخامة الرئيس ميشال عون، وللتاريخ أن يحكم له او عليه، ولكن الاكيد أن النقطة السوداء في سجل هذا العهد ستبقى في ادائك وعبثك الذي حوّل “العهد القوي” الى عهد ينتظر الناس “بقوة” انو يخلص.
ch23