كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: ليس معروفاً الى اي مدى يمكن التعويل على ذاك الاعلان الصادر عن النائبين فؤاد مخزومي واللواء اشرف ريفي باتفاقهما على «التعاون على المستوى الوطني»، بهدف «تشكيل نواة كتلة وطنية سيادية نيابية تحت اسم انقاذ وطني».
باعلانهما المصحوب بصورة يتوسطها العلم اللبناني بعث النائبان مخزومي وريفي برسالة الى الدولة الصديقة تحاكي الراغبين بتحقيق هدف سيادي في ملعب «حزب الله» وحلفائه. اكثر من هدف يتقاطع عليه الرجلان: تعويض غياب نادي رؤساء الحكومات على المستوى السني، محاولة تظهير الخطوة للرياض بأن هناك في السنة من يستعد للذهاب الى الآخر في مطلب السيادة بمواجهة الاحتلال الايراني، والهدف الثالث والاهم هو احتمال التمثل في الحكومة الجديدة كتكتل مؤلف من ثلاثة نواب بالنظر الى صعوبة احتساب محمد سلمان في عداده. ولكن يبدو أن الرياض ما زالت بعيدة عن محور لبنان بتفاصيله ولم تتخذ قراراً بالعودة للعب دور مباشر في ساحته، وسفيرها العائد قريباً وفق رسائل يبعث بها لاصدقائه قد لا يكون لاعباً في محور تشكيل الحكومة، إن شكلت.يسعى النائبان ايضاً الى استمالة نواب سنّة آخرين من قدامى «المستقبل» لكن من المستبعد ان يلتقي هؤلاء مع تطلعاتهما لوجود هوة من الخلافات، ابرزها صعوبة تماهي هؤلاء مع خصوم الحريري وممن كانوا في موقع الهجوم عليه.في لبنان تنسج التحالفات بناء على مصالح الاطراف ورغبتهم في تحقيق مكاسب وامتيازات سياسية اكثر مما هو تحالف وطني. سقف اي توافق كرسي نيابي او وزاري في حكومة. واقع قد ينطبق كما يقول البعض، على تعاون نائبين يمكن أن يتطلعا للفوز بمقعد وزاري في حكومة غير واضحة المعالم بعد في تمثيلها السني، ان على مستوى رئاسة الحكومة او التمثيل الوزاري الوازن، ويجتمعان للتطلع الى تحالف مع حليف مشترك هو «القوات اللبنانية». ما قد يطرح السؤال عما اذا كان طرحهما يستند الى تشكيل ثنائي سني بديل عن حليف سني سابق لـ»القوات اللبنانية»؟ مبدئياً الاجابة توحي بذلك ولكن ما مدى سقف هذا التعاون ومن يرعاه؟ الايام المقبلة ستكون شاهداً، فإما يفاجئ الرجلان المراهنين بتحول ما او ان بيانهما لن يعدو كونه حبراً على ورق.
lebanon24