يوم تعرّض أحد المواطنين للوزير فياض أقمنا القيامة ولم نقعدها، ليس بدافع إعجابنا بإداء هذا الوزير المستفِز، ولكن حرصًا منا على كرامة كل إنسان. ولعل أولى بوادر هذه الكرامة تفرض بأن يكون الوزير سيد قراراته، لا أن يرهنها لهذه الجهة السياسية أو ذاك الوزير/ة السابق/ة، الذي لايزال يحنّ إلى “الذهب” الذي كانت وزارة الطاقة تبيضه له ، ولا تزال بصماته واضحة في كل خطوة يخطوها الوزير فياض، الذي يبدو أنه لم يعد يفكرّ سوى بالطريقة المثلى لإرضاء “معلمينه”، الجدد منهم أو القدامى، وهم الذين يتحكّمون بـ”الريموت كونترول” بكل شاردة وواردة في وزارة الطاقة، التي جرّدوها من هذه الصفة، فباتت بدورها تحتاج إلى الطاقة لـ”فبركة” الأكاذيب، وتغطية السموات بالقبوات
.
مصيبة الوزير فياض ومن سبقه إلى الترّبع على كرسي وزارة الطاقة منذ أن توّلاها الوزير السابق جبران باسيل، أنه يتبّع أسلوب الإكثار من الكذب ظنًّا منه بأنه سيأتي من يصدّق هذه الأكاذيب والأضاليل. ألم يُقل يومًا “إن الفاجر يأكل مال التاجر”؟
يا معالي الوزير، حاولنا “التستير” على “ولدنياتك”، إعتقادًا منا أن الظرف صعب على الجميع، وأن ما تعرّضت له من “تنمير” جعلتك تتصرّف بطريقة لا توحي بكثير من الإتزان. وقفنا إلى جانبك ودافعنا عمّا لم نكن مقتنعين به. ولكن أن تصل بك
الوقاحة الى حد تحدي رئيسك المباشر وتكذيب الوقائع وتزوير الحقائق التي باتت معروفة من قِبَل القاصي والداني، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به.
يكفي اللبنانيين ما يقاسونه نتيجة سوء إدارة هذا المرفق الحيوي، ويكفيهم العيش بالعتمة التي فُرضت عليهم بسبب فشل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الطاقة، وجميعهم من لون سياسي واحد ومعروف، في تحديد الأولويات، وخلطهم العام بالخاص، بإعتبار أن كلمة من ستة أحرف نسفت الخطط التي وضعت لملف الكهرباء.
فإما أن تمشي كلمتهم ويكون لهم ما يريدون وإما فليبقى اللبنانيون قابعين في دهاليز العتمة المفروضة عليهم بـ”الصلبطة”و”البلطجة” و”تهبيط الحيطان” وألقاء المحاضرات والخطب الرنّانة عن “العفاف”، وهو أسلوب يمتاز به صنف معيّن من البشر.
فيا معالي الوزير، ومع تماديك في التزوير او قبولك ببيانات مغلوطة تصدر باسمك، نقول لك “إن الشمس شارقة الناس قاشعة”، وبالتالي من الصعب عليك حجب نورها بمنخل. لم تعد هذه الأساليب والحبائل تنطلي على أحد. سكت الناس كثيرًا عن إدائكم السيىء. وإعتقدتم أنكم أذكى من غيركم، وخفي عليكم أنكم تستطيعون الكذب على بعض الناس بعض الأوقات، ولكنكم لا تستطيعون الكذب على كل الناس كل الوقت.
الناس كشفتكم وحاسبتكم. أقّل ما يمكن أن تُطالَبوا به هو ردّ المليارت التي ذهبت هدرًا على مشاريع وهمية إلى أصحابها. ومن هنا تبدأ المحاسبة. ومن هنا يبدأ التدقيق الجنائي.
معالي الوزير : من فضلك اوقف “التهريج”.
lebanon24