الاكيد أن حزب الله يريد أن يضمن الحصول على الأغلبية في المجلس النيابي، لا سيما وأن تشتت قوى المعارضة أفشلها القدرة على تجريد الحزب من الاكثرية، ربطا بنجاح الحزب في تشكيل ائتلاف يضم إليه حلفاءه المتنازعين في أكثر من دائرة من دون أن يعني ذلك أن الحزب قدم وعوداً لحلفائه بتجيير أصواته، فالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله أعلن أن تجيير حزب الله لأصواته التفضيلية لبقية الحلفاء سيكون علنيا وقائماً على التفاهم، ولم يقدم التزاماً مسبقاً لأحد.
ان عدم الاتفاق على ترتيب توزيع الأصوات أدخل حلفاء الحزب في اللائحة الواحدة في خلافات أو تباينات لا سيما في الدوائر التي لا يمكن للائحة الثنائي الشيعي أن تحصل فيها على أكثر من ثلاثة حواصل كحال دائرتي البقاع الغربي- راشيا وبيروت الثانية وفق تقديرات مراكز الدراسات الاحصائية. وقد تظهر ذلك بشكل واضح في الأيام الماضية خلال جولات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الانتخابية ومواقفه السياسية التي طالت الخصم والحليف على حد سواء ضمن اللائحة الواحدة وخارجها. فمن البقاع الغربي، شن باسيل هجوما عنيفا على نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي محملا إياه مسؤولية غياب الإنماء والاهتمام وعدم توظيف الألقاب التي حصل اليها والمناصب التي نالها لمصلحة راشيا والبقاع الغربي، ليهاجم باسيل بعد ساعات حلفاءه في بيروت الثانية متهما إياهم بأنّهم يحاولون انتزاع مقعد الأقليات منه.
وبينما اختلفت قراءة أفرقاء 8 آذار لرسائل باسيل التي اعتبرها البعض مشفرة وتطال أكثر من شخصية من هذا الفريق أبرزها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي بالنسبة إلى التيار الوطني الحر ، يسعى إلى تأمين عودة الفرزلي إلى المجلس النيابي بعدما نجح في ضمه إلى لائحة الغد الافضل رغم الخلاف بينه وبين رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد، حيث اشترط لقبول التحالف مع التيار البرتقالي ان يكون الفرزلي على اللائحة، رأت أوساط في التيار العوني أن كلام باسيل عن دائرة بيروت الثانية موجه الى رئيس حزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان الذي تواصل مع الثنائي الشيعي سعيا لتجيير أصوات شيعية وغير شيعية لمصلحة مرشحه عن المقعد الدرزي نسيب الجوهري الأمر الذي لا يمكن أن يقبل به التيار الوطني الحر، تقول المصادر نفسها، مشيرة في حديث لـ”لبنان 24″ إلى أن تكتل لبنان القوي لن يتخلى عن مقعد اكتسبه في العام 2018، لمصلحة اي من الأحزاب المتحالف معها، معتبرة أن الأمور في النهاية قد حسمت وأن كل حزب يمنح أصواته لمرشحه وليفز من يفز.
في المقابل، تقول اوساط الحزب الديمقراطي اللبناني لـ”لبنان24″ إن الأجواء إيجابية في دائرة بيروت الثانية. وليس لدينا عقدة تجاه أحد من الاحزاب الحليفة لنا او التي على خصومة معنا، لكننا في الوقت نفسه نعمل وفق نهج محدد يقوم على قاعدة ان الحلفاء يكملون بعضهم البعض. والحزب الديمقراطي يريد استعادة حقوق انتزعت منه في سنوات خلت بسبب سياسات بعض الحلفاء، مع اشارة المصادر الى أن الحزب الديمقراطي يتعاطى بوضوح وصراحة ولا يخجل من القول انه طلب من حلفائه دعمه في بيروت الثانية ، مشيرة إلى أن الاصوات التي ارتفعت في الساعات الماضية مبدية اعتراضها على تجيير الحزب اصواتا لمرشح الديمقراطي في بيروت الثانية نسيب الجوهري، هي نفسها التي تستفيد من أصوات الحزب في دوائر صيدا – جزين، بعلبك – الهرمل، وعكار. والمستهجن أن هذه الاصوات تتعاطى باستنسابية على قاعدة انه يحق لها ما لا يحق لغيرها، رغم أن حزب الله سوف يتعاطى بسواسية مع حلفائه بعيدا عن الانتقائية”.
وسط ما تقدم، يعتبر المقربون من حزب الله ان ما يجري بين حلفاء حارة حريك لا يبشر بالخير ولا يساعد الحزب في إدارة معركته الانتخابية المفصلية، فهو يدرس بدقة مسار توزيع الأصوات التفضيلية على مرشحي حلفائه في مختلف الدوائر، لكنه حتى الساعة، لم يعلن رسميا لمن ستؤول هذه الأصوات في دوائر بيروت الثانية والبقاع الثانية والشوف – عالية مع الإشارة إلى أن الحزب التقدمي الاشتراكي يواجه في هذه الدوائر معركة سياسية في وجه حزب الله، بحسب ما أكد رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي سلم أن الحفاظ على حصته الدرزية يتطلب جهدا مضاعفا .
المصدر: خاص “لبنان 24”