لا يوجد أيّ جديد حتى الساعة على صعيد أزمة القمح والأفران، سوى المزيد من توقف المطاحن تباعاً عن توزيع الطحين ، حيث لا إمكانية لمطحنة ما تزال تعمل أنّ تعوّض إنتاج تلك التي توقفت.
وضمن هذا الإطار، أكّد رئيس تجمع المطاحن أحمد حطيط لـ”النهار” أنّ “مخزون القمح لدى المطاحن وصل إلى مستويات خطيرة، وسيكون هذا آخر يوم توزيع بالنسبة إلى مطحنتي، وهي من المطاحن الكبيرة في لبنان”، موضحاً أنّه “لا يمكن لأيّ مطحنة أن تحلّ مكان مطحنة أخرى بالنسبة إلى التوزيع”. واعتبر أننا “أمام كارثة طحين مرتقبة في حال لم تفتح الاعتمادات”.
ولفت حطيط إلى أنّه “علم من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس أنّه طالب مصرف لبنان بتأمين 15 مليون دولار لدعم القمح، إلّا أنّ الأمر غير محسوم حتى الآن”.
وكشف مصدر رسمي لـ”النهار” أمس، أنّ وزارة الاقتصاد أعّدت جداول وعرضتها على جلسة مجلس الوزراء، تبيّن أنّ الكمية المتبقية من القمح المدعوم لا تكفي إلّا لأيّام قليلة، ولكن في حال تمّ تفريغ البواخر ستكون الكميات كافية لأسابيع عدّة”.
ورفض المصدر الرسمي الإفصاح عن الأرقام كي لا يتسبب بأزمة هلع لدى اللبنانيين.
ولفت إلى أنّه في حال نفدت الكميات المتبقية من القمح المدعوم ستكون وزارة الاقتصاد أمام واقع رفع الدعم عن ربطة الخبز”.
وفي السياق أعلن نقيب أصحاب الأفران في لبنان الشمالي طارق المير صباح أمس، أنّ “المطاحن: التاج- سبلين- البقاع- البركة- والشهبا أغلقت أبوابها، في ما عملت باقي المطاحن على تقنين انتاجها من مادة الطحين وهي على مشارف الإغلاق”.
وإذ دق الكير ناقوس الخطر ناشد “رئيس الحكومة ووزير الاقتصاد” تأمين القوت اليومي للمواطن وهي ربطة الخبز”، محذرا من “رفع الدعم الذي سيؤدي الى ارتفاع سعر ربطة الخبز الى دولار واحد على سعر الصرف، واذا لم تكن هناك نية برفع الدعم فليتم تأمين الطحين الى الافران”.
وصباح اليوم، أعلن اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان أنّه “للأسبوع الثاني على التوالي تشهد الأفران والمخابز في كلّ المناطق اللبنانية نقصاً في تسليمات الطحين من المطاحن لأسباب عدّة ، الأمر الذي أدّى إلى توقّف عدد من الأفران عن إنتاج الخبز ، ما زاد الطلب على الخبز لدى الأفران الأخرى التي تعمل وما زال لديها كمية قليلة من الطحين لا تكفي لأكثر من يوم واحد”.
وأشار الاتحاد إلى أنّ “ثمة مصاعب ومشاكل يعاني منها أصحاب المطاحن الذين ينتظرون مصرف لبنان لتسديد ثمن بواخر القمح المستورد الموجودة في المياه الإقليمية، إضافةً إلى تأخير التحاليل المخبرية للقمح المستورد لمدّة تزيد عن الأسبوعين ،الأمر الذي يوقف العمل في هذه المطاحن لعدم توافر الاحتياط اللازم من القمح، وبالتالي عدم تمكنها من استعمال القمح قبل صدور نتائج التحاليل المخبرية وتسديد ثمنه من مصرف لبنان”.
وأعلن “أننا اليوم، وعلى أبواب أزمة خبز ناتجة عن توقف العديد من المطاحن عن العمل، بسبب عدم تسديد مصرف لبنان ثمن القمح وعدم صدور نتائج الفحوص المخبرية ، أمام هذا الواقع نسأل المعنيين كيف سيتمكن أصحاب الأفران والمخابز من تأمين الطحين لانتاج الخبز؟”.
وأشار إلى أننا “وقد حذرنا مراراً وتكراراً من أنّ مصرف لبنان يؤخّر تسديد ثمن بواخر القمح المستورد لأسباب مجهولة نأمل ألّا تكون تصفية حسابات سياسية على حساب المطاحن والأفران والشعب اللبناني برمته”.
وناشد اتحاد المخابز والأفران في لبنان رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء والوزراء كافة “العمل على إرساء الاستقرار في لقمة عيش الفقير والطلب إلى الجهات المعنية في مصرف لبنان وباقي الإدارات تسهيل عملية استيراد القمح في ظلّ الظروف الدولية التي تشهد الكثير من الأزمات والصعوبات التي تؤثّر على عملية استيراد القمح المخصص لصناعة الخبز العربي”.
وطالب الاتحاد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام “المعني مباشرة بهذا الموضوع بمصارحة الناس عن الواقع التمويني، ولاسيما في مادة القمح لعدم تحميل الأفران والمخابز أيّ مسؤولية في حال توقفها عن العمل”.