كتبت ” الجمهورية”: بدأت «رواية» الكشف عن زيارة البابا، مع نشر أحد المواقع الالكترونية أمس الأول خبراً عاجلاً عن أنّ «قداسة البابا يزور لبنان في 12 و13 حزيران المقبل»، ونسخت مواقع أخرى هذا الخبر وتناقلته، عند الساعة الواحدة ظهراً، أي قبل زيارة السفير البابوي للقصر الجمهوري، وإعلان الرئاسة زيارة البابا.
وبُعَيد نشر هذا الخبر، تلقت الدوائر المعنية في القصر الجمهوري اتصالاً من سبيتري يطلب فيه لقاء عون، وعلى أثره استقبل رئيس الجمهورية السفير البابوي وتسلّم منه رسالة خطية رسمية أبلغه فيها أنّ البابا سيزور لبنان في حزيران مع تحديد يوم الزيارة، وطلب إجراء ترتيبات مشتركة للتحضير لها. وأتى البيان الصادر عن الرئاسة والذي أعلنت فيه عن زيارة البابا، بالتفاهم مع السفير البابوي، بحسب مصادر القصر، التي تقول: «إنّ بيان القصر صدر بالتفاهم مع السفير البابوي الذي التقطت له صورة وهو يسلّم الرسالة الى عون، ولو لم يرِد إعلان الزيارة لكانَ طلب ذلك، إلّا أنّه زار الرئيس، وتفاهمنا على صيغة إعلان أنّ البابا سيأتي في حزيران، ولم نعلن التاريخ أو اليوم المحدّد للزيارة، على رغم أنّه محدّد في الرسالة الخطية، كذلك لم نعلن لا برنامج الزيارة ولا لقاءات البابا، وذلك احتراماً للفاتيكان الذي يعود إليه إعلان ذلك».
كذلك تشير مصادر القصر الجمهوري الى الترتيبات لزيارة البابا بدأت، من مقرّ إقامته الى الأماكن التي سيزورها وأين سيحتفل بالقداس، وبالتالي يُحضّر الآن مشروع برنامح أولي يُرسل الى الفاتيكان، وحين يوافق عليه البابا، يعلن الفاتيكان الزيارة وبرنامجها، إذ إنّ قداسته عادةً يعلن تفاصيل برنامج زيارته قبل أن يقوم بها لكي يُطلع الناس عليها.
هذا في الشكل، أمّا في المضمون وهو الأساس، فتأتي زيارة أي بابا عادةً في ظروف ومواقيت معيّنة لدعم البلد الذي يزوره، ولتاريخ زيارة البابا فرنسيس لبنان في حزيران دلالات عدة، وأبرزها أنّ هذه الزيارة ستأتي بعد شهر على إجراء الانتخابات النيابية في أيار، وبالتالي يوجّه البابا رسالة الى الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، بأنّ هذه الانتخابات يجب أن تُجرى وأن تليها مرحلة استقرار، بحيث يزور فيها لبنان. كذلك، بحسب مصادر مواكبة لزيارة أكثر من بابا للبنان، تأتي زيارة البابا فرنسيس المرتقبة، على رغم وضع صحته، وفي هذا الظرف الذي يمرّ فيه لبنان، والذي هو ربما الأسوأ في تاريخه، لكي «يفلش» المظلّة الفاتيكانية على هذا البلد بكلّ ما تعني من معنى وحضور دولي ونفوذ، تماماً كما فعل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، والبابا بينيدكتوس السادس عشر عام 2012، فقداسة البابا فرنسيس يزور لبنان في حزيران في هذا الظرف ليتوّج كلّ المواقف التي اتخذها والنداءات التي وجّهها والمبادرات التي قام بها، ولكي يكرّس الرعاية أو المظلة البابوية لوطن الرسالة، وليقول إنّ هذا البلد تحت رعايتنا ومظلتنا. وهذه الرسالة تؤثر كثيراً معنوياً، إذ إنّ الفاتيكان لا يملك قوة عسكرية وجيشاً لكنّه يملك قوة معنوية وديبلوماسية فاعلة ومبادرات عدة أطلقها من أجل لبنان.
lebanon24