دائرة تستحق تسميتها بدائرة الجبهات الامامية في المعارك الإنتخابية، حيث تتصارع فيها كل الأحزاب السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية، من خلال تمثيل متقارب بين جميع القوى السياسية، ففي هذه الدائرة تتصارع أحزاب التقدمي الاشتراكي وتيارالمستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وطلال ارسلان ووئام وهاب ومؤخراً القوى التغييرية والثورة تحت مراقبة ومواكبة حزب الله الداعم لحلفائه والذي لا تتجاوز اصواته الـ 1600 صوتاً موزعة عليهم في دائرتَي الشوف وعاليه.
بدأت اللوائح تكتمل، فالتيار حسم امره بترشيح غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي الذي سيضمن له الفوز هذه المرة مع ابقاء فريد البستاني على اللائحة واستبعاد ناجي البستاني رغم اصرار وئام وهاب عليه، وربط تحالفه مع التيار بترشيح البستاني أو بتشكيل لائحة معه، اضافة الى تمسك رئيس الجمهورية بفريد البستاني الذي اعرب انه لن يكون لديه الرغبة في الترشح في حال ضمّت اللائحة ناجي البستاني، وايضاً هناك سبب آخر أن لا حماسة لجبران باسيل بضم ناجي البستاني على اللائحة رغم الأصوات التفضيلية الكبيرة لديه، إلّا ان حذر القيادة في التيار من ان مناصريها مقربون جداً من ناجي البستاني فهذا الواقع يخيفهم من حصول الاخير على المركز الأول في اللائحة مسبباً بذلك خطر سقوط مرشحَي التيار الرئيسيَين في حال لم تفز اللائحة سوى بمقعد انتخابي واحد في الشوف، وكذلك اعتبار القيادة انه في حال فوز ناجي البستاني ودخوله تكتل لبنان القوي سيكون كحال تحالفهم مع ايلي فرزلي في انتخابات 2018، وهو ما لا يريدونه ان يتكرر.
اصبح واضحاً من توجّه التيار للفوز بغسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي، وهذا ما اثار امتعاض ماريو عون رغم اصراره على الترشح مهما كان الثمن، وهذه التغييرات قرأها وليد جنبلاط جيداً متنازلاً عن المقعد الكاثوليكي الذي كان من حصته منذ انتخابات 1992 مرشحاً فادي معلوف مفوض حزب الوطنيين الاحرار في الشوف، وفتح التواصل مجدداً مع ناجي البستاني وقد بلغت هذه الاتصلات مرحلة نهائية قبل ضمه الى اللائحة التي سيكون لناجي البستاني حظوظ اكبر بالفوز من حظوظ انتخابات 2018 وهي الانتقال من الحاصل السابع للفوز الى الحاصل السادس وربما الحاصل الخامس في حال عدم فوز اللائحة بالمقعد السني الثاني وحظ آخر أكبر في حال لم تفز القوى التغييرية بمقاعد انتخابية.
الجميع يعمل على تعويض خسائرهم من خلال ترشيح شخصيات تستطيع من خلالها زيادة الحاصل الإنتخابي، وهذا ما جعل تدخل حزب الله على اللوائح بالطلب من وئام وهاب عدم تأليف لائحة والانضمام الى لائحة التيار لتعزيز موقعه وتمكينه من الحصول على نائبَين في الشوف، مع العلم ان الحاصل الذي سيؤمنه وهاب للائحة ممكن ان يمكّنها من ولوج حاصلين بالكامل دون حصول وهاب على ايّ منها، ففي انتخابات 2018 حصلت لائحة التيار في عاليه على 19218 صوتاً وفي الشوف على 19335 صوتاً، اي ما مجموعه 3.56 حاصل انتخابي ما خولها الفوز بمقعدَين ثابتَين في عاليه ومقعد ثابت في الشوف ومقعد ثانٍ إضافي من كسر الحاصل وهو مقعد فريد البستاني، مستفيدين من 5756 صوتاً حصلوا عليها من مرشحيهم في الأقليم. ففي حال حافظ التيار على مؤيديه في الـ 2018 ستثبت أرقام وهاب المقعد الثاني أو ستكون تعويض خسائر تعيد بها الحاصل الى ما كان عليه في السابق.
وفي الجهة المقابلة، استفاد وليد جنبلاط في تعزيز المقعدين الدرزيَين بـ 4356 صوتاً درزياً كان يجيّرهم لتأمين الفوز بالمقعد الكاثوليكي، قاطعاً الطريق امام تقاسم الزعامة الدرزية في الشوف مع وئام وهاب كالتي يقبل
تقاسمها مع طلال ارسلان في عاليه، ويعتبر جنبلاط ان تقاسم الزعامة في عاليه هو امر تاريخي واستراتيجي لن يتراجع عنه مهما عظمت الامور مع ان ارقام انتخابات 2018 تشير الى انه يستطيع اسقاط ارسلان في عاليه كما وهاب في الشوف، فقد حصلت لائحة المصالحة في عاليه على 31983 صوتاً منها 7872 صوتاً للقوات اللبنانية اي ما مجموعه 24111 صوتاً لجنبلاط فقط مقابل 7887 لطلال ارسلان، مع الدعم الشيعي الذي اعطى 367 صوتاً للأخير و622 صوتاً لسيزار ابي خلبل و434 صوتاً لمرشحي جنبلاط.
في حال ثبوت ترشح ناجي البستاني على لائحة جنبلاط تكون قد اكتملت اللائحة على الشكل التالي: تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيَين وبلال عبدالله وسعد الدين الخطيب عن المقعدَين السنيَين وفادي معلوف (أحرار) عن المقعد الكاثوليكي وجورج عدوان (قوات) وحبوبة عون وناجي بستاني عن المقاعد المارونية الثلاثة.
وفي عاليه، مرشح واحد للاشتراكي هو اكرم شهيب عن المقعد الدرزي وراجي السعد عن المقعد الماروني بإنتظار تسمية القوات للمقعد الارثوذكسي.
أمّا بما يتعلق بلوائح التيار، فالثابت حتى الساعة سيزار ابي خليل عن المقعد الماروني في عاليه وطلال ارسلان عن المقعد الدرزي وغسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي وفريد البستاني عن المقعد الماروني في الشوف.
في قراءة أولية، يتّضح ان النتيجة التي حصل عليها وئام وهاب في انتخابات 2018 خسّرت وليد جنبلاط مقعداً نيابياً في انتخابات 2022 بتنازله عن المقعد الكاثوليكي واعادة ترشيح مروان حمادة خوفاً من تشتت أصوات ناخبيه والاستفادة من الاصوات التجييرية التي كانت تربحه المقعد الكاثوليكي لتمكينه من المحافظة على المقعدين الدرزيين وكسب أصوات ناجي البستاني الـ 5245 (2018) لتصب في لائحته اضافة الى الاستفادة من اصوات الوطنيين الاحرار الذين، وفي حال التزموا بالاقتراع، سيرفعون الحاصل الانتخابي
بعض النقاط التي ستصب في مصلحة ناجي البستاني الخصم السياسي التاريخي لحزب الوطنيين الأحرار.
يترقب المجتمع ما ستفعله القوى التغييرية، هل تستطيع انتزاع مقعدين من الأحزاب ام ستعيد لهم المقاعد كما كانت؟ هذا يتوقف على مدى الجدية التي يتعاطون بها في تشكيل اللوائح، والتي تُجمع الأحزاب على حصول هذه القوى على مقعدَين أو أقله مقعد واحد، ان قوة اللائحتين أي لائحة التيار ولائحة الاشتراكي في الشوف وعاليه وفي تراتبية النتائج بحسب القانون، ستكتمل مقاعد عاليه من فائزي هاتين اللائحتين اللتين ستحلان اولاً بين الفائزين، قاطعين الطريق امام احتمال اي فوز للقوى التغييرية في مقاعد عاليه، لذلك ستكون مقاعد هذه القوى حتماً من حصة المقاعد في قضاء الشوف.
هل سيكون المقعدان من حصة لائحة جنبلاط فيكون بذلك الخاسر الأكبر؟ ام يتقاسم الخسارة بينه وبين التيار الوطني الحر؟
في انتخابات 2018:
اقترع 173320 من أصل 343844 ناخب على 13 مقعد: 8 في الشوف و 5 في عاليه.
الشوف: 2 درزي – 2 سني- 1 كائوليكي – 3 ماروني.
عاليه: 2 درزي- 2 ماروني- 1 روم ارثوذكس.
حاصل انتخابي أول 13126 – حاصل نهائي 10936.
تنافس 6 لوائح:
لائحة المصالحة: 98315 فازت بـ 11 مقعداً.
لائحة ضمانة الجبل: 38553 فازت بـ 4 مقاعد.
لائحة الوحدة الوطنية: 12560.
ثلاث لوائح للمجتمع المدني حصلوا على 17986.
سليم البيطار غانم- ستاتيستكس ليبانون
Ch23