“ليبانون ديبايت”
فيما يَشّتدّ النقاش حول المبادرة الكويتية بين مؤيد بالمُطلق لها وبين مرحّب لبعض بنودها ومُحذّراً من بعضها الآخر أو رافض له، يُحضّر وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب أوراقه التي تحمل في طياتها أجوبة لبنان على هذه البنود لإيصالها يوم السبت إلى وزراء الخارجية العرب في الكويت.
ماذا يمكن أن يحمله الوزير بو حبيب؟ سيكون الجواب وفق الباحث والمحلّل السياسي شادي نشابة صريحاً بحيث سيبلغ المجتمعين، أنّ “لبنان قادر على تنفيذ بنود معينة لكن بعض البنود تحتاج إلى حوار ومباحثات على المستوى الإقليمي والدولي”.
ويرى نشابة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “المبادرة بالإطار العام تضع اليد على الجرح فيما يتعلّق بالوضع بين لبنان ودول الخليج، ويلفت إلى أنّها ليست مبادرة كويتية بل مبادرة خليجية أميركية فرنسية، وهي عبارة عن تراكمات وُضعت كلّها في سلة واحدة.
أمّا عن الإيجابي في المُبادرة فهو العودة إلى التواصل مع الخليج، كما يقول نشابة، الذي “يتخوّف مما سينتج بعد تسليم لبنان لأجوبته حيث يتوقّع تصعيداً كبيراً قد يصل إلى تعليق عضوية لبنان في جامعة الدول العربية وغيره من الإجراءات، وسيستمرّ هذا التصعيد حتّى الوصول الى تسوية ليس على المدى القريب بل البعيد”.
ولكنه يتوقّع إذا استمرّ العمل وأُنجزت الإنتخابات فإنّ التصعيد سيتراجع، ويبدي خوفاً مما يطبخ لتأجيل الإنتخابات مما يعني حكماً زيادة الضغوط والتصعيد على لبنان، لافتاً إلى أنّ “بعض القوى تأخذ من عزوف الرئيس سعد الحريري وموضوع الميثاقية حجّة لتأجيل الإنتخابات بهدف أن ينتخب المجلس الحالي رئيس الجمهورية المُقبل، أمّا في حال جرت الإنتخابات فسنرى مشهداً مختلفاً”.
وعن غياب تيّار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري عن المشهد الإنتخابي، يتوقّع نشابة أن “نشهد قوى مستقلة وتختلف الصورة من منطقة لأخرى أي سيصبح هناك قيادات سنيّة مناطقية بعد تشتّت القيادات الكبيرة، وهو لا يستشفّ شخصيّة ترث الرئيس الحريري في هذا الجو، ولكن في حال قرّرت الدول الكبرى أن تدعم أحداً فهناك عدد كبير من الشخصيات المرشّحة للوراثة.
وحول مصير قيادات أخرى يمكن أن ينتظرها ما حصل مع الحريري، لا يستبعد نشابة ذلك لأنّه “منذ سنتين تصوّب البوصلة باتجاه هذه القيادات وتقريري البنك الدولي الذي اتّهمهم بأنّهم من أوصل البلد إلى هذا المنحدر هو خير دليل على ذلك، وقد نشهد بسبب الضغوط سقوط تدريجي لهم، مع الإشارة إلى أنّ موضوع الحريري مختلف بالهدف من إسقاطه”.
وإذ يتوقّع للثنائي الشيعي حتّى الآن تغطية الساحة الشيعية والخوف على مقعد أو إثنين يحسمها موضوع التحالفات، إلّا أنّ “لا أحد في الإنتخابات المُقبلة سيحظى بالأكثرية البرلمانيّة”.
وعن حظوظ المجتمع المدني يّضع نشابة شرطاً أساسياً لنجاحه، وهو “التحالف بين جميع مكونات التغيير والمعارضة وإلّا فإنّ حظوظه لن تتعدى الـ15 مقعداً على أبعد تقدير”.