أظهرت بيانات حديثة نشرتها وزارة المالية أن إجمالي القيم الرائجة لعقود البيع المنفذة في سورية بلغت 7014 مليار ليرة، (7 تريليون و14 مليار ليرة). وذلك خلال الفترة من 3 أيار العام الماضي، وحتى 20 كانون الثاني الجاري.
وأوضحت الوزارة في بيانها حول البيوع العقارية، أنه تم توقيع 204 آلاف و400 عقد خلال تلك الفترة، (161 يوم عمل فعلي بعد حسم أيام العطلة).
كما بلغ الوسطي اليومي لعدد العقود 1326، بينما بلغت القيم الرائجة لتلك العقود 7014 مليار ليرة؛ وبحساب الوسطي اليومي للقيم الرائجة نجد بأنها تعادل 45.2 مليار ليرة.
وبحسب بيانات الوزارة بلغت النسبة الأكبر لتلك العقود في محافظة ريف دمشق، بنسبة 25.5%. لتليها محافظة اللاذقية بنسبة 12.5%، ثم حلب بنسبة 11.7%، وحماة بنسبة 10.1%.
في حين سجلت دمشق نسبة 9.7%، وطرطوس 9.1%، ثم السويداء بنسبة 4.6%، وأخيراً درعا بنسبة 4.2%.
بينما تركزت البيوع في ريف دمشق التي جاءت أولاً وبنسبة 25.3%، تلتها دمشق بنسبة 23.5%، وفي حلب: 16.4%، ثم في اللاذقية 9.9%.
وفيما يتعلق بعقود الإيجار، فقد بلغت 148.3 ألف عقد، وبمعدل نمو أسبوعي يعادل 2.8%، وبلغ الوسطي اليومي لتلك العقود 821. وجاءت محافظة دمشق أولاً في عقود الإيجار المنفذة وبنسبة 37.2%، تلتها اللاذقية بنسبة 14.4%، ثم حلب بنسبة 12.3%.
أسعار العقارات والإكساء في سوريا:
قال الأستاذ الجامعي والخبير الهندسي “محمد الجلالي”، في معرض حديثه عن ارتفاع أسعار مواد البناء وتأثيرها على سوق العقارات، إن تكلفة بناء وإكساء متر مربع واحد وفقاً للأسعار الحالية يصل إلى 800 ألف ليرة في المناطق العشوائية، ويرتفع في الأبنية البرجية والمنظّمة ليصل إلى مليون ليرة.
يعتبر “الجلالي” أن أسعار العقارات، وعلى الرغم من ارتفاعها بنسبة تتراوح بين 30-50% نهاية العام المنصرم 2021، لكنها تتناسب مع تكاليف الإكساء التي باتت مرتفعة أيضاً.
ثم استدرك مضيفًا: “لكن هذا لا يعني أنها تناسب المواطنين ذوي الدخل المحدود الذين يتقاضون أجراً ثابتاً بالشهر، وهم يمثلون أكبر شريحة بالمجتمع، فمثلاً قبل 10 سنين كان بإمكان الموظف الاقتراض من مصرف ما لشراء منزل والتسديد من راتبه على مدى 5-10 سنوات وذلك حسب سعر المنزل.”
وتابع: “أما اليوم فمن المستحيل أن يستطيع المواطن شراء منزل من راتبه حتى إذا كان بالتقسيط، لأن ذلك يعني أن كل قسط يجب أن يصل إلى مليون ليرة شهرياً، وهذا الأمر لا توفره الأجور الحالية”.
حول أسعار العقارات الجاهزة للسكن، بيّن “الجلالي” أن سعر المتر المربع الواحد يصل في بعض المناطق بضواحي دمشق إلى 1.2 مليون ليرة بكسوة متوسطة، أي يصل سعر أي منزل بمساحة 80 متر مربع في السكن الشبابي بضاحية قدسيا إلى 100 مليون ليرة.
ويرتفع سعر المتر المربع في مشروع دمر وبعض المناطق من دمشق ليصل إلى 4 ملايين ليرة، وفي منطقة كفر سوسة يبلغ سعر المتر المربع الواحد حوالي 10 مليون ليرة.
وأردف: “ذلك يعني أن الحديث عن منزل سعره مليار ليرة سورية بات أمراً متداولاً وليس مستغرباً، ففي منطقة المالكي تُباع بعض المنازل بثلاثة مليارات ليرة”.