يتم التداول صباح اليوم الثلاثاء في السوق الموازية بتسعيرة للدولار تتراوح ما بين 24900 – 25000 ليرة لبناينة لكل دولار أميركي.
وبلغ سعر صرف الدولار في السوق الموازية، مساء أمس الإثنين ما بين 25050 – 25100 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي. وكان قد سجل عصر أمس تسعيرة تراوحت ما بين 25000 – 25100 ليرة لبنانية لكل دولار أميركي.
“كل شعب نسي ماضيه كُتِب عليه أن يعيشه مرّة ثانية” (جورج سانتيانا)
بين أزمة الثمانينات والأزمة الحالية أوجه شبه وأوجه اختلاف. فالدولار في 2019 يشبه دولار 1983، وفي 2020 يشبه 1984 وهكذا دواليك… وكما يبدو أن دولار 2022 سيشبه إلى حد بعيد دولار 1986. حتى إن مصرف لبنان راح وعن غير قصد يتصرف كما في عام 1986. وبالتالي إذا أردتم أن تعرفوا كيف سيتحرك الدولار خلال 2022 فاتبعوني في رحلة عبر الزمن في ترجمة لمقطع من كتابي باللغة الفرنسية “انهيار الليرة ما بين عامي 1982 و 1992، التاريخ الذي يلاحقنا”.
في سنة 1986، تراجع احتياطي مصرف لبنان من 1051 مليون دولار في نهاية العام 1985 الى 462 مليون في نهاية العام 1986، بتراجع قدره 589 مليون دولار، أي بنسبة 56%.
في خلال الفصل الأول، تدخل مصرف لبنان بائعاً بقوة بهدف إبقاء سعر الدولار ما دون 20 ليرة. فكانت النتيجة أن انخفض الاحتياطي الى 548 مليون دولار في نهاية الفصل. قدرت يومها بعض المصادر تدخلات مصرف لبنان بائعاً ما بين منتصف شباط ونهاية آذار من سنة 1986 بحوالي 350 مليون دولار. وبالتالي شكّلَ انخفاض الاحتياطي خلال الفصل الأول بين التدخل في سوق القطع وتليبة احتياجات الدولة من العملات الأجنبية 93% من مجمل الإنخفاض في ذلك العام.
سياسة التدخل هذه لم تُفلِح في وقف ارتفاع الدولار إلا لفترة محدودة. ففي 27 آذار 1986 أعلن حاكم مصرف لبنان الدكتور ادمون نعيم عن اضطراره للتوقف عن دعم الليرة بسبب الانخفاض الحاد في الاحتياطي. فارتفع يومها سعر الدولار خلال ثوانٍ من 19،40 ليرة إلى 22،75 ليرة.
هذه عبرة للتاريخ فهل من يتعظ؟
بقلم : الدكتور فادي خلف مؤلف كتاب: إنهيار الليرة بين عامي 1982 و1992.