يمكن إعتبار استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي خطوة من مسار طويل من أجل لم شمل لبنان مع العالم العربي ، فضلا عن كونها مؤشرا لدور فرنسي فاعل يهدف إلى اعادة ترتيب أوضاع لبنان من بوابة الانتخابات النيابية.
تؤكد مصادر مواكبة للاتصالات الدولية الجارية حيال لبنان حتمية إجراء الانتخابات النيابية قبل 15 أيار المقبل تحت طائلة فرض عقوبات شاملة على الطبقة السياسية ، و تكشف المصادر عن تأمين إجماع أميركي – اوروبي و عربي حول اجراء الانتخابات النيابية كونها فاتحة تغيير حقيقي في العقلية التي تتحكم بالقرار الوطني، حيث أن الانهيارات الاقتصادية والمعيشية تستلزم نفضة كاملة داخل الإدارة والمؤسسات وتحريرها من سلوك الزبائنية و المحاصصة.
هذا الوضع، تتعامل معه معظم السلطة القائمة بقلق شديد نظرا لحجم النقمة الشعبية كما الفشل الذريع بالتعامل مع الازمات المتلاحقة، يضاف إلى ذلك غياب التمويل والعجز عن تأمين الخدمات والوظائف بحكم إفلاس الدولة، هذا ما يؤدي الى تزايد احتمال إقدام عزوف تيارات فاعلة وشخصيات بارزة عن خوض الاستحقاق الانتخابي، ما سيقلب كل الإحصاءات والحسابات كونها تستند إلى الانتخابات السابقة.
هذا الأمر بطبيعة الحال، يعيد المعضلة الأساس في التركيبة الراهنة المتعلقة بالاكثرية النيابية و نجاح حزب الله في تجنب المشهد العراقي و هو أمر ليس بالأمر العابر وينبغي احتساب مفاعيله وتداعياته على صورة لبنان المستقبلية، مع ارجحية مفترضة بضرورة تطوير النظام السياسي بفعل الازمات المستفحلة دون تغيير وجه لبنان العربي.
يبقى نفوذ حزب الله المطلق في الداخل اللبناني الأشد تعقيدا في مشهد ملتبس إقليميا و دوليا ، خصوصا مع تزايد الحديث عن إعادة البحث بالصيغة اللبنانية و إجراء تعديلات جوهرية على إتفاق الطائف ، وهذا ما تتوجس منه القوى المحلية خصوصا مع فرضية اهتزاز الاستقرار الداخلي في ظل وضع أمني هش وحالة معيشية ضاغطة.
التجارب السابقة تثبت براعة حزب الله السير على حبل التناقضات دون السقوط في مستنقع الصراعات، ويشير قطب سياسي إلى أن مشكلة لبنان بأن ازمته الداخلية لا تحتمل حسم الموقف من انهيار البرنامج النووي أو إتمام تفاهمات إيران مع اميركا و الخليج العربي، وبالتالي استفادة لبنان من انفراج يضمن له منطلقا لمعالجة أزماته.
lebanon24