سأختصر. إنّه اليوم الأول من شهر الأعياد. كان هذا الشهر يشكّل أكثر من ٤٠ في المئة من نسبة مدخول بعض المؤسسات والقطاعات. تراجع البيع في أيّام السنة كلّها، والقطاعات كلّها تئنّ. ولكن، على الرغم من المشهد السوداوي، ثمّة قدرة على فتح نافذة أمل، بإرادتنا.
تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي المساحة الأكثر توتّراً في لبنان. منها تنطلق السجالات والأحقاد. وفيها يصبّ كثيرون غضبهم. ولكن، “اسمحولنا فيا” في هذا الشهر.
إن كنتم من أنصار نبيه بري، أو سعد الحريري، أو جبران باسيل، أو وليد جنبلاط، أو سمير جعجع، أو حسن نصرالله، أو أيّ زعيم أو زويعم، أو حزبٍ أو تيّارٍ أو مجموعةٍ “فرّخت” أو نمت، “عيرونا سكوتكن” هذا الشهر.
كفّوا عن التهجّم على بعضكم. كفّوا عن الإشادة بزعمائكم كي لا تستفزّوا الآخرين. ابتعدوا عن السياسة وخلافاتها لشهر. أنشروا صوراً من سهراتٍ عائليّة. لزينة شجرة، لشارعٍ مزيّن، لأغنية مبهجة، للحنٍ ميلاديّ.
خذوا عطلةً من السياسة لـ ٣١ يوماً. هي تسكنكم وتشغلكم طيلة السنة، فاقتطعوا منها شهراً للراحة. احسبوها ضريبةً على القيمة المضافة. إن سكتّم، سيصمت حتماً زعيمكم. لن يصرّح إن لم تصفّقوا. لن يهاجم، إن لم تجَيَّشوا.
ابتعدوا عن الزعيم لشهرٍ واحد. إن لم تفقدوا عملكم بعد، حاولوا أن تنتجوا أكثر. إن كنتم يائسين، أخرجوا من منازلكم. اذهبوا الى مجمّعٍ تجاري. تفرّجوا، إن لم تمتلكوا القدرة على الشراء. إبحثوا على شاشات التلفزيون عمّا يفرح. زوروا صفحات ومواقع تنشر الطرائف. إضحكوا قدر الإمكان. ابتعدوا عن “النقّ”. تجنّبوا السلبيّين.
قد يكون الأمر سهلاً أكثر ممّا نظنّ. شهرٌ على مواقع التواصل الاجتماعي بلا سياسةٍ وخلافاتٍ وانتقادات. فليبدأ كلٌّ منّا بنفسه. فليأخذ عهداً على نفسه بالصمت، إلا عن الإيجابيّات.
بعد شهرٍ، في مطلع العام، عودوا الى أحضان زعمائكم. مارسوا “غنميّتكم” من جديد. أما الآن، ولشهرٍ كامل، فامنحونا وامنحوا هذا الوطن بعض الراحة، علّنا نشعر بالعيد…
داني حداد – ام تي في